الحياة مليئة بالسعاده كما هي مليئة بالمئاسي, فلا تعتقد أن حياتك سوف تكون نعيم دائم أو شقاء دائم, بل ستكون موزعة بين حزن وسعاده, فرح و ترح, مد و جزر, فلا تجعل أحزانك تكدر أفراحك و تقضي على سعادتك.

عندما تصاب بهمٍ أو غم فلا تضن أن هذا هو أخر المطاف أو أنه نهاية العالم, فما دمت تمشي على هذه الأرض فأنت مبتلى في نفسك و مالك و أهلك و قبل هذا كله في دينك. فمن الواجب عليك الصبر و الإحتساب و المواجهه, وأن تجعل من هذه الهموم و الأحزان دافع لك للبحث عن السعادة و طرق أبوابها و قائد لك إلى طريق الفرح و السرور و قارب يطفو بك بعيداً عن شواطئ الأحزان و الهموم.

كلنا مهموم, وكلنا محزون, و كلنا مصاب بمصيبه, وإن إختلفت في المقدار. و لكن من منا يستطيع أن يتغلب على هذه الهموم و تلك المصائب و يمر بها دون أن تترك أثر سئ في حياته و مستقبله؟!!. إنهم الآشخاص ذوو النفوس القويه و العزائم الصلبه و الهمم العاليه, لايزيدهم كدر الحياة إلا إصراراً على المواجهه و التصدي لهذه الهموم و التغلب عليها, لا الإنقياد لها و الركون إليها , و الإنهزام أمامها.

عندم يصاب الإنسان بمصيبه فعليه تذكر مصيبة غيره, وأنه ليس الأول الذي يصاب وليس الأوحد وليس كذلك الأخير. و عليه أن يلجأ إلى الله في كل الأحوال وليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطائه لم يكن ليصيبه.

كذلك عليه بالصبر و الإحتساب و الرضى, فإن الصبر مفتاح الفرج ,و أن مع العسر يسر , وأن الحزن لن يدوم و أن الهم لن يستمر.

كذلك عليه بالدعاء و الإنابه و الإكثار من الصلاة و قراءة القرآن, فإنها الشفاء العاجل و الدائم لكل هم و حزن, وهي كذلك المصدر الأساسي للسعاده.

كذلك عليه تذكر نعم الله العظيمة الملقاة بين جنبيه, فغيره مُقعد و هو يمشي, و غيره أعمى و هو يرى, و غيره أبكم و هو يتكلم, و غيره أصم و هو يسمع, و غيره لايأمن على نفسه أو ماله أو عرضه و هو يرفل في رغدٍ من العيش, و غيره قد أنهكته الديون وهدته السنون و تكالبت عليه الدنيا و هو يصرف كيف يشأ بدون حسيب أو رقيب, و غيره قد أرقده المرض فلا يحرك ساكناً و هو يتنقل و يتحرك كيف يشأ دون عناءٍ أو تعب, و غيره قد أُصيب في نفسه أو ماله أو أهله أو في ذلك كله و هو معافى من ذلك كله, وغيره....وغيره.

و بعد هذا كله ... ألسنا نرفل في نعم عظيمه و في رغد من العيش و في سعادة غامره. وفي أمن و أمان لا يحس به و لايشعر به إلا من افتقده. فلماذا نجعل الهموم و الأحزان تكدر صفو حياتنا و تقلبها رأساً على عقب؟!!
.
إذاً لما لا نعيش حياتنا بطولها و عرضها و نستمتع بكل ما فيها من مباهج و أفراح. و ألا نجعل الأحزان و الهموم عائق أمام أحلامنا و تطلعاتنا إلى المستقبل.
ألستم معي في ذلك؟!!